موضوع التعليم في المغرب هو موضوع شائك و الجميع يجمع على أن تعليمنا مستواه متدني، لكن جوهر المشكل لم يتطرق
له أحد ، أو بالأحرى تطرق له القليل !
سأتطرق لمشكل التعليم في المغرب من منضور طالب درس في المدرسة المغربية وعاش المشكل من الداخل.
لن أتكلم على المشاكل اللتي قد تبدو بديهية لعامة الناس كلإمكانيات و الإكتضاض ...إلخ ، لأن هذه الأسباب هي فقط درائع سهلة يتخبأ خلفها المسؤولون نتيجة خمولهم و عجزهم المعرفي و الفكري.
إعتدنا على تخيل في ذهننا السادج على أن رمز الشعب و المسالك اللتي تجسد فشل المنضومة التعليمية في بلدنا المغرب هي الشعب الأدبية و الجامعة ، وأن هناك تعليم بسرعتين شعب العلوم الرياضية و الأقسام التحضيرية و مدارس المهندسين من جهة و البقية من جهة أخرى، لكن الحقيقة المرة هو أن تعليمنا هو تعليم بسرعة واحدة والأخطر هو أن الشعب الأدبية هي أقل تدهورا من مدارس النخبة !
هل يتسائل البعض كيف يعقل على أن لدينا جحافل من المهندسين و المثقفين ولكن مساهمتهم في الحياة الواقعية تتلخص في عجرفة و ألسنة مشحودة (كلام في كلام) علما أن دورهم الحقيقي هو الرقي ببلدهم الكل في تخصصه، فشعب تخصصهم ليس الكلام لكن الرياضيات !
سؤال محير لكن الإجابة عليه ليست بالصعبة:
الكل مجمع على أن تعليمنا يعتمد على الحفض و ليس الفهم ، لكن الكثير يضن أن هذه الملاحضة هي صالحة فقط للمواد الأدبية لكن في الحقيقة المواد العلمية كذالك ! وعندما أقول المواد العلمية أقصد الرياضيات و الفيزياء، مؤسف و مخجل !
تعليمنا ينبني على تدريس الحلول ، بطريقة غبية، الأستاذ يعيد إجترار المعادلات و المبرهنات اللتي لقنت له عندما كان طالبا، و يعلل الوضع على أن الرياضيات هو حفض ثم حفض ثم حفض ثم فهم (تبارك الله على فيتاغورس!) ، الطالب لايجد سبيل للنجات بجلده من هذا المأزق لكي ينجح سوا قيامه بحفض حلول التمارين، و الغريب هو أن الإمتحانات تمتحن نفس التمارين، فبضاعتنا ردت إلينا.
هل المشاكل الحقيقية للحياة يجب أن يكون لها حل مسبق ، ثم ندرسه و نحفضه لكي نواجه تحديات الحيات ؟ بالفعل هذا ما يحصل فإننا ننتضر الغرب لكي يجد حلول لمشاكلنا ويعطينا تكنولوجيا لكي نستطيع أن نوضف مهندسينا لكي يستعملوها (إن إستطاعو ذلك!)
يجب علينا أن نجلس مع أنفسنا ونراجع الهدف الأساسي اللذي نسعى إليه من وراء المنضومة التعليمية، ونتجنب الخرافة وإنتضار الآخرين لكي يجودو علينا بأدواتهم، لن نتقدم حتى نكون صادقين مع أنفسنا !
محمد أمين بركاش